17.2.13

لها حل


المؤلم ألا تعرف منهم، لم يصلوا بعد لمرحلة الثقة فيك، ولا فى قدرتك على المساعدة، ولاعلى انك هنا لتزيل عنهم ما يتألمون بسببه، ولا انك ظهر سند وحليف مهما حدث، ولا على انك لن تنظر لهم من عليائك ممصمصًا شفتيك مستنكرًا لما حدث!، ولا على الإحساس بأنك لن تغادرهم طالما عرفت .. هائنتذا قد عرفت، هل حزمت أحلامك ووقتك وهمومك ونفسك وتركتهم إلى غير رجعة؟! خوفهم لا مكان له فعليًا، فقط يعشعش فى أدمغتهم! 

****

ينتج عن الجهد المبذول فى اقناع الغير بجدوى حل مشكلته مزيدًا من العجز والخوف لكما، مزيدًا من الهم والتفكير المشوش وعدم التركيز، مزيدًا من الصداع المزمن .. مزيدًا من الصمت المهيب والألم الرهيب. 
ينتج عن الاستمرار فى ذلك الجهد المبذول الشعور باللامبالاة وفتور حب الحياة..
ينتج عن مزيد من الاستمرار ابتسامة مصطنعة، لمعة فى العيون زائفة، ودماغ تائهة ليست هنا ..

****

الحل سهل ولكنهم لا يلجأونه، لا يثقون فيه، لا يرون أن هناك حل من الأساس.. يكاد ينفجر قلبك من الضغط، تكاد تتطاير أجزاء مخك وتشعر بغليانه من الداخل، تكاد أن تقبل أيديهم ليستجيبوا، تكاد أن تقسم .. قسمًا بعزه وجلاله الله أن هناك حل، ليس هكذا نهاية الحياة، لم يخلقنا الله ليهدنا أو يكسرنا أو يعذبنا، ليس كلامًا إنشائيًا من منطلق أن "اللى إيده فى المياه.."، فقط كثير من الثقة بالله وكثير من الاستعانة به، وكثير من الاستعانة بالعقل والعلم والدين .. أوجدهم الله لنا ليكونوا لنا عونًا، ثلاثتهم وليس أحادهم، فليس بالدعاء وحده يتخلص الإنسان من عقبات حياته، هناك عقبات تتحمل أسلوب التعايش معها، وهناك عقبات لو عايشناها وتعايشنا معها لأضحت كارثة تنذر بانهيار أرواحنا.

****

أن تقع فى مشكلة فيرسل الله لك شخصًا يطلب منك أن تضع ثقتك به ليساعدك ولا طائل له أو نفع من وراءك اللهم إلا أن تكون بخير وفى أحسن حال، ألا يكون هذا سببًا قد ارسله الله لمساعدتك؟ 

****

خلقنا الله وخلق كذلك الخير والشر، وهو الأدرى والأعلم بكفاح النفس من أجل الامتناع أو التوقف عن السئ، يعلم الله الجهد الخرافى المبذول ويثيب الشخص عنه خيرًا ومزيدًا من الوقوف بالجوار والسند، ما أن تطلب من الله الثبات والعفو والرضا والصراط المستقيم وتلح فى الطلب حتى يستجيب الله ويغير الحال إلى غير وخير حال 
خلقنا الله وفتح لنا ملايين من أبواب الرحمة، من بينهم باب التوبة، فلو لم يكن هناك سئ ولو لم يكن هناك نفس أماره بالسوء -يعلمها الله حق علم- ولو لم يُوجد الله المغفرة والعفو .. لما أوجد المجال للتوبة ..

***

أن تكون قد عايشت وعاصرت ومررت بالأسوأ، أن ترى وتعيش ما لم تكن حلمت يومًا أو توقعته لنفسك يعنى هذا أن يخلق منك شخصًا من شخصين .. اما قويًا جامدًا جبلاً اصلب مما كنت عليه ملايين المرات، قادر على الصمود فى وجه الخطأ وقادر على مجابهته ومدرك لطرق محاربته، قادر على تمييز الطريق قبل أن تجرب المشى فيه، تعرف قيمة أن يظلك الرحمن وبالتالى لن تضحى أبدًا بما وصلت إليه بعد مرار، واما شخصًا هشًا كورقة شجر تحركها الظروف والحياة ونفخة تافهة قادرة على تحطيم نفسك .. اختر شكل الحياة التى تريدها وشكل الشخص الذى تريده لحالك ..

****

لا أحد افضل ولا ارقى منك، حتى لو كان هناك فى اللحظة الحالية فحاول اللحاق بركبهم، لا تدع القافلة تفوتك وأنت هاهنا تندب حالك ونفسك، يمكنك لو أردت ..

وتذكر انه
لو عاملنا الله بمنطق -أغلبية البشر- "اللى يغلط يتعلم عليه ويخرج من طابور الرحمة" فسينتقل الجميع-قسمًا- إلى طابور "المتعلم عليهم"!


ليست هناك تعليقات: